أكد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية صالح بلعيد هذا الأحد بالجزائر العاصمة أن الاعتزاز باللغة لا يعني "الانغلاق على الذات" وإنما هو "انسجام وانفتاح على اللغات الأخرى من غير ذوبان".
برسم الملتقى الوطني الذي نظم بمقر المجلس الأعلى للغة العربية حول "الاعتزاز اللغوي: اللغة بين المحافظة والانفتاح" بمناسبة اليوم الدولي للعيش معا في سلام المصادف 16 ماي من كل سنة، قال بلعيد إنّ "الاعتزاز اللغوي ليس انغلاقا على الذات لكنه انسجام بين المحافظة على الموروث وانفتاح على اللغات من غير ذوبان ولا انصهار".
وأضاف أنّ اللغة العربية "بحاجة إلى من يخدمها ويجعل منها لغة تواصل يومي لا لغة حفظ التراث فقط, كما أنها بحاجة إلى تغيير الذهنيات" داعيا بالمناسبة الباحثين والأساتذة إلى العمل سويا من أجل "تعبيد الطريق نحو الإنتاج النوعي" والمشاركة في احتفالية شهر اللغة العربية (ديسمبر المقبل)" تحت شعار "اللغة العربية في العلوم والتكنولوجيا" وهذا تزامنا --مثلما قال-- مع البرنامج الذي سطرته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بعنوان "البحث العلمي في آفاق2030"..
وأوضح من جهته شيخ الطريقة العلاوية الدرقاوية الشاذلية خالد بن تونس أن العالم يحتفي في 16 ماي من كل سنة باليوم الدولي للعيش معا بسلام وهذا "بفضل جهود الدبلوماسية الجزائرية" مشيرا الى أن الإنسانية "تحتاج الى هذا اليوم وما يحمله من قيم في ظل الفتن والتفرقة التي يسعى أصحابها الى زعزعة السكينة وضرب الاستقرار عبر العالم".
ويرى الشيخ بن تونس أن الأحداث التي تشهدها مناطق عدة من المعمورة تستدعي ضرورة "البحث عن آليات تتماشى وفلسفة هذا اليوم من أجل وضع حد لمعاناة الكثيرين والعمل بجد في لم شمل العائلة الانسانية ومصالحتها مع ذاتها".
وقال عن اللغة العربية بأنها "تزخر بميراث ثري وتراث غني بالقيم التي تتقاطع في كثير منها مع القيم العالمية والانسانية" مبرزا دور التربويين والجامعيين في نشر ثقافة السلام عبر المعمورة.