أجمع عدد من أصدقاء الثورة الجزائرية المشاركين في الملتقى الدولي الذي تتواصل أشغاله اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة، أن الثورة التحريرية شكلت مصدر إلهام للعديد من الشعوب التي عانت من ويلات الاستعمار وأعطت "درسا للعالم في الوحدة والتضامن والالتفاف حول القضايا الوطنية".
وبهذا الخصوص عبر صديق الثورة الجزائرية، فرسنوا لويس أوهنت في تصريح للقناة الأولى يوم الأربعاء، عن فخره واعتزازه لمساندته للقضية الجزائرية خاصة وأنه "رفض أداء واجب الخدمة العسكرية وفضل مغادرة الجيش الفرنسي، بهدف مساندة الثورة الجزائرية ودعم مناضلي جبهة التحرير الوطني بأوروبا".
وأضاف لويس أوهنت أن "عمره كان لا يتجاوز 19 سنة، لم قرر الانضمام إلى هذا الكفاح وتبني القضية الجزائرية، خاصة لم اطلع على ظلم الاستعمار الغاشم خلال الزيارة التي قام بها إلى الجزائر"
من جانبه حرص صديق الثورة الجزائرية التانزاني، ليونيداس موسهوكولوا، على التنويه بعظمة الثورة الجزائرية وإسهامها في دعم حركات التحرر في إفريقيا ومختلف بقاع العالم خلال القرن العشرين، مبرزا أن "الثورة الجزائرية "جسدت كل معاني الوحدة والتضامن بين الشعوب، خاصة الأفريقية منها، وأظهرت للعالم أجمع مدى تمسك الشعب الجزائري بمبادئه الرافضة للاستعمار والاستعباد".
وبذات المناسبة، أشادت السيدة مارغريتا كوكيباكر من هولاندا بتضحيات الشعب الجزائري إبان ثورة التحرير، مؤكدة أنها "ساهمت شخصيا في دعمه من خلال المساعدات المادية التي كانت تقدمها رفقة أصدقائها من بعض دول أوروبا وكذا مشاركتها في المظاهرات المنددة بالاستعمار الفرنسي للجزائر".
أما صديق الثورة التونسي لزهر القاسمي الزيدي، فقد عبر عن أمله في أن تتوحد الدول العربية وتستلهم من كفاح الجزائر لتكون "جسدا واحدا يجمع شمل الإخوة ويمنع شتاتهم"، داعيا في هذا الصدد إلى العمل على غرس حب الوطن في نفوس الأجيال الصاعدة.
وتطرق في ذات السياق إلى مشاركته في الثورة الجزائرية واحتكاكه بالمجاهدين قائلا "عشت مع إخواني الجزائريين الكفاح المسلح ولمست معاناتهم وتضحياتهم من أجل نيل الحرية".
وفي حديثه عن الجانب الانساني لثورة التحرير المجيدة، لفت الزيدي إلى أن "قادة الثورة الجزائرية لم يفرقوا في المعاملة بين الجزائري وغيره، وكان الهدف الوحيد للجميع هو استقلال الوطن بأي ثمن".
من جهته، أعرب منير محمد فوزي، نجل ملحن النشيد الوطني "قسما" محمد فوزي، عن اعتزازه بالعلاقات العميقة التي تربط الشعبين الجزائري والمصري، مشيرا إلى ان "الشعب المصري ساند ودعم الشعب الجزائري في ثورته التحريرية واحتضن قادة جبهة التحرير الوطني". وأضاف أن "والده محمد فوزي كان وطنيا ومحبا الجزائر ولم يتردد في قبول تلحين نشيدها الوطني".