قال الكاتب المغربي علي أنوزلا، اليوم الخميس، إنّه أمام تعنت حكومة المخزن ورئيسها عزيز أخنوش في الاستجابة للشعب المغربي الذي يطالب برحيله وبخفض الأسعار, فإنّ "حملة الغضب على منصات التواصل الاجتماعي مرشحة لمزيد من التفاعل قبل أن تتحول إلى مظاهرات في الشارع".
في مقال له على جريدة "العربي الجديد", تحت عنوان "هل يستقيل رئيس الحكومة المغربية؟", أبرز علي أنوزلا أن عدد الذين تداولوا هاشتاغ "أخنوش ارحل" وطالبوا بخفض أسعار المحروقات, تجاوز أربعة ملايين ونصف المليون على إحدى شبكات التواصل الاجتماعي.
ونبّه أنوزلا إلى أنّ "ما يمنع الناس في المغرب من الخروج للشارع للتعبير عن غضبهم هو حالة الخوف المهيمنة على المجتمع", بالإضافة إلى أنّ عزة نفس العديد من المغاربة تمنعهم من إظهار بؤسهم في العلن وفي الفضاءات العامة.
في هذا الإطار، استدل أنوزلا بمقال للباحث في علم الاجتماع السياسي المغربي, محمد الناجي نشره على منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك", والذي تساءل فيه: "كيف يصمت المغاربة رغم كل هذا البؤس, ولا تغزو الحشود الشوارع ؟", قبل أن يجيب على تساؤله بالقول أن "البؤس موجود و داخل ملايين الأسر, فقط التواضع المذهل المصنوع من الكرامة يمنع العديد منها من إظهار بؤسها في الأماكن العامة حتى لو بكوا دموعا ساخنة فيما بينهم".
وتوقع محمد الناجي في مقاله أن "ينهار هذا الخضوع الرهيب التاريخي والثقافي, غدا أو بعد غد, وتنهار معه سدود الاستسلام والصمت لتفتح الطريق أمام زلازل عنيفة لا نعرف نتائجها".
ويرى أنوزلا أن هذا هو السيناريو المخيف الذي يتوقعه كثيرون ويتخوفون منه, مؤكدا أنه "في حالة انفلات حالة الغضب الصامت من عقالها في العالم الافتراضي للتعبير عن نفسها على أرض الواقع, لا أحد يمكنه توقع حجم الغضب المعبر عنه وقوته, ولا المدى الذي يمكن أن يستمر فيه".
وأوضح أنّ الوضع الاقتصادي في المغرب "صعب والحالة الاجتماعية متأزمة وحالة الاحتقان تزداد حدة في صمت", وفي المقابل "لا توجد عروض سياسية مقنعة يمكن أن يلجأ إليها الغاضبون بحثا عن حلول لحالة البؤس التي يعيشونها".
وأبرز أنوزلا, حالة الانقسام في المشهد السياسي المغربي إزاء هذه الحملة الغاضبة, بالقول: "الحكومة ورئيسها وأحزابها, منقسمون ما بين شامتين وهازئين بحالة الغضب الافتراضية, وما بين صامتين خائفين ينتظرون ما الذي سيقع".
وعلى الطرف الآخر, يضيف, "توجد معارضتان: مؤسساتية تحاول أن تستغل حالة الغضب المعبر عنها لتسجيل نقاط صغيرة ضد الحكومة, وأخرى شعبية غير مؤطرة يتجلى الجزء الظاهر منها اليوم في فضاءات الشبكات الاجتماعية".