كرّم المرصد الوطني للمجتمع المدني، اليوم الخميس بالعاصمة، المنتخب الصحراوي لكرة القدم، الذي تمّ الإعلان عن تأسيسه قبل أيام.
عرف حفل التكريم، الذي حضرته فعاليات المجتمع المدني، عدّة مداخلات أثنت على ولادة هذا الفريق، تزامناً مع إحياء الذكرى المزدوجة بخمسينية تأسيس جبهة البوليساريو واندلاع الكفاح المسلح، واعتبرت الأمر خطوة أخرى تضاف إلى خطوات نضال الشعب الصحراوي ضد الاحتلال المغربي، لتكون الرياضة جانباً من النضال في سبيل الحرية والاستقلال.
وفي مداخلته، أكد رئيس المرصد، نور الدين بن ابراهم، دعم المجتمع المدني الجزائري للمنتخب الصحراوي "الذي يحمل القضية الصحراوية عن طريق معشوقة الجماهير في كافة أنحاء المعمورة، ومنه التعريف بحق الشعب الصحراوي، الذي يراد له التغييب والتأجيل والتهميش في بعض الأحيان".
وشدّد بن براهم على أنّ القضية الصحراوية هي قضية حق وعادلة، لافتاً إلى استعمال ازدواجية المعايير لتعطيل وتيرة حل قضية الشعب الصحراوي المحتل من قبل النظام المخزني، وتمكينه من حقه في تقرير المصير والاستقلال.
وأضاف قائلاً إنّ "القضيتين الصحراوية والفلسطينية متواجدتان ليس على طاولات المفاوضات كون الأمر هنا ينبني على مصالح مختلفة ومتناقضة، بل في ضمير الإنسانية وكل من يؤمن بحقوق الانسان وحرية وعدالة شعب يكافح من أجل قضيته واستقلاله".
من جانبه، اعتبر رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، سعيد العياشي، أنّ ميلاد فريق وطني للصحراء الغربية "وسيلة جديدة في ترسانة كفاح الشعب الصحراوي من أجل تقرير المصير والاستقلال"، داعياً عناصر هذا المنتخب إلى الاستلهام من تجربة فريق جبهة التحرير الوطني، والمُضيّ على خطاه، وهو الذي شرف الجزائر في العالم، حيث حمل رسالة ونضال التحرير الجزائري في كل القارات.
ووجّه العياشي كلامه إلى عناصر المنتخب الصحراوي لكرة القدم، قائلاً: "من الآن فصاعداً لديكم مهمة سامية، الى جانب الوحدات القتالية للجيش لصحراوي، فأنتم وحدة قتالية في ملاعب العالم كافة، لتبليغ رسالة كفاح الشعب الصحراوي بكل ما يحمله من أبعاد، ومن أجل الحرية والاستقلال".
من جهته، أعرب المستشار بسفارة الجمهورية الصحراوية لدى الجزائر، موسى زيو، الذي حضر نيابة عن السفير الصحراوي، عبد القادر طالب عمر، في مداخلته، عن امتنان الصحراويين لخمسين سنة من المرافقة والمرافعة عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، وعن قضيته العادلة.
وشكر موسى زيو كل من ساهم من قريب أو بعيد في تخليد الذكرى الـ 50 لتأسيس جبهة البوليساريو واندلاع الكفاح المسلح.
وفي السياق نفسه، أبرز رئيس الفيدرالية الصحراوية للرياضة، أحمد بابا يحيى بوحبيني، أنّ الواجب الوطني للرياضيين الصحراويين هو التحسيس بعدالة القضية الصحراوية عن طريق الرياضة، ليتماشى الأمر مع ما يقوم به الجنود الصحراويون في جبهات القتال، لافتاً إلى أنّ تكوين فريق صحراوي وإعلان ميلاه من الجزائر يعتبر "محطة تاريخية".
وأوضح المتحدث أنّ المسؤولية التي يحملها لاعبو المنتخب الصحراوي على عاتقهم "كبيرة"، مشيرا إلى أنهم ماضون في "طريق واضحة، وهي طريق فريق جبهة التحرير الوطني، التي ستمكننا من المشاركة في المحافل الكروية الدولية والتعريف بقضيتنا ورفع علمنا".
يُشار إلى أنّ المنتخب الصحراوي لكرة القدم سيقيم مباراة ودية، قريبا، بفنزويلا، بعد تلقيه دعوة من الأخيرة.
وقام رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، بتكريم السفير الصحراوي عبد القادر طالب عمر، حيث تسلم التكريم نيابة عنه، المستشار موسى زيو.