الإذاعة الجزائرية
تواصلت اليوم الجمعة، لثالث ليلة توالياً، المواجهات والاحتجاجات التي شهدتها عدد من المدن الفرنسية، بين المتظاهرين وقوات الأمن، على خلفية مقتل الشاب نايل برصاص الشرطة، خلال عملية تفتيش مرورية، وسط مخاوف من تمدد الفوضى.
قالت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم الجمعة، بأنّ السلطات اعتقلت 875 شخصاً، بعد اندلاع مواجهات بين الشرطة والمحتجين لثالث ليلة على التوالي في أنحاء البلاد، تعبيرا عن غضبهم بمقتل الفتى نائل.
وأشارت الوزارة، إلى أنّ السلطات نشرت، 40 ألف عنصر من قوات الأمن على كامل الأراضي الفرنسية من بينهم 5 آلاف في باريس.
وطلبت الحكومة الفرنسية اليوم من المحافظين وممثلي الولايات الإقليمية، وقف الحافلات والترامواي في جميع أنحاء فرنسا بدءاً من الساعة 9:00 مساء (7:00 مساءً بتوقيت غرينتش).
وغادر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، حيث اضطر لاختصار مشاركته والعودة إلى فرنسا، مع تسارع الأحداث.
وترأس ماكرون فور عودته اجتماعاً جديداً لخلية الأزمة الوزارية، أعلن فيه، بأنه سيتم نشر قوات أمنية إضافية للسيطرة على الاضطرابات التي تشهدها أنحاء مختلفة من فرنسا، في أعقاب مقتل شاب برصاص شرطي.
وفي كلمته خلال الاجتماع، أكد ماكرون أن وزارة الداخلية ستعمل على حشد "وسائل إضافية" للتعامل مع الاحتجاجات.
من جهتها، قالت الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان رافينا شمداساني خلال مؤتمر صحفي في جنيف "نشعر بالقلق حيال مقتل شخص يبلغ من العمر 17 عاماً من أصول شمال إفريقيا على أيدي الشرطة في فرنسا، الثلاثاء"، وتابعت "حان الوقت ليعالج هذا البلد بجدية مشاكل العنصرية والتمييز العنصري المتجذرة في صفوف قوات الأمن".
وشدّدت شمداساني على أهمية التجمع السلمي وقالت "ندعو السلطات على الدوام لضمان أن تحترم الشرطة لدى استخدامها القوة مبادئ المساواة والضرورة والتناسب وعدم التمييز والحذر والمساءلة، عند تعاملها مع العناصر المسببة للعنف خلال المظاهرات"، مضيفة أنه "يجب التحقيق سريعا في أي اتهامات بالاستخدام غير المتناسب للقوة".
وكانت وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أعلنت الخميس، أنّ الحكومة الجزائرية تتابع ب "اهتمام بالغ" تطورات قضية وفاة الشاب نائل بشكل وحشي ومأساوي بفرنسا، معربةً عن حرصها الدائم على الوقوف إلى جانب أفراد جاليتها الوطنية في أوقات الشدائد والمحن.
