قطعت الصناعة العسكرية في الجزائر، خطوات عملاقة مكّنتها من كسب ترسانة نوعية، في مقابل مساعٍ حثيثة لكسب حزمة تحديات على أهبة القادم.
تحت إشراف وزارة الدفاع الوطني من خلال مديرية الصناعة العسكرية، تشهد منظومة التصنيع العسكري بالجزائر حضوراً لافتاً لـ 17 شركة ومؤسسة متخصصة في مختلف فروع إنتاج صناعة النسيج والألبسة، والذخائر والأسلحة، والعتاد والمدرعات، والسفن، وأجهزة الإشارة والمراقبة والألياف البصرية وكاميرات المراقبة، فضلاً عن المركبات والشاحنات وقطع الغيار وغيرها، كل ذلك بسواعد جزائرية تتحكم في مختلف التكنولوجيات والتقنيات الحديثة.
وحرصت قيادة الجيش الوطني الشعبي، على اعتماد استراتيجية صناعية تتعزّز باستمرار، ما أسهم في تطوير الصناعات العسكرية الوطنية، كما هو حال مركبات مرسيدس بنز، التي أنتجت بين عامي 2014 و2023، ما يربو عن المئتي ألف مركبة من مختلف الأصناف.
وساهمت الصناعات العسكرية بقسط وافر في إعادة فتح مصانع كانت مهدّدة بالإفلاس والغلق، على غرار الشركة الوطنية للعربات الصناعية بالرويبة، وغيرها من الوحدات التي حُظيت بعمر ثانٍ عبر ولايات الوطن.
في هذا الشأن، أبرز نور الدين مسموس المدير العام لشركة "ألجيريان موتورز سرفيس مرسيدس بنز" المتخصصة في خدمات بيع وما بعد البيع لمركبات الصناعة العسكرية، أنّ جهود الصناعة العسكرية أتت بنتائج ملموسة عبر منتوجات ذات جودة عالمية وقطع غيار أصلية وخدمات ما بعد البيع في شتى ربوع الوطن، بما يُترجم الاستراتيجية المسطرة من طرف الدولة الجزائرية في سبيل تطوير النسيج الاقتصادي الوطني تحت اشراف مديرية الصناعات العسكرية.
من جهته، أكّد المدير العام لمؤسسة تطوير صناعة السيارات، العقيد محمد بورحلة، أنه "في إطار تجسيد برنامج الإنعاش الاقتصادي الذي بادرت به القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي وعلى رأسها السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، سجلت المؤسسة نشاطاً كبيراً في مجال صناعة الشاحنات ذات الوزن الثقيل والحافلات بغرض تلبية احتياجات الجيش الوطني الشعبي والمساهمة في ترقية الاقتصاد الوطني.
توليفة حديثة من المنتجات
شهد معرض الجزائر الدولي الـ 53، تقديم فاعلي الصناعة العسكرية الجزائرية توليفة حديثة من المنتجات، في صورة السلاح الرشاش عيار 7 مليمتر، والبندقية الرشاشة عيار 7.62، إضافة إلى المسدسات نص الآلية والمسدسات الآلية، وبندقيات الصيد، إضافة إلى البندقيات القاذفة للقنابل.
ويراهن متعاملون على تجسيد صناعة نماذج جديدة من الأسلحة بدءاً من عام 2024، مثل المسدسات الرشاشة من عيار 9 مليمترات، وبندقيات الضخ نصف الآلية من عيار 12 مليمتراً، فضلاً عن بندقيات الصيد ثنائية المقصورة، مع الاستمرار في تصنيع سيارات من علامة مرسيدس بنز للأفراد، وعيادات متنقلة، ناهيك عن تركيب أنواع جديدة من السيارات الموجهة للقطاع العسكري والمدني، وزيادة عدد السيارات المخصصة لإطفاء الحرائق الموجهة لمصالح الحماية المدنية، ومديرية الغابات، والسيارات المصفحة المخصّصة لنقل الأموال والموجهة للبنوك ومراكز البريد.
رهان رفع نسبة الإدماج الصناعي الوطني
نوّه السيد رئيس الجمهورية في العشرين جوان 2023، بالتقدّم الذي سجلته الجزائر في مجال الصناعة العسكرية، حاثاً على ترقية الشراكة العمومية والخاصة.
وأبرز رئيس الجمهورية أهمية الرفع من نسبة الإدماج الصناعي الوطني لا سيما في الصناعة الميكانيكية والعربات المدرعة والمحركات وأنظمة المراقبة والأسلحة، كما دعا إلى إنتاج الأدوات التي تدخل في الصناعات العسكرية والمدنية على حد سواء خاصةً وأنّ النسيج الصناعي الوطني يحصي عدّة شركات تعدين عبر كافة ربوع الوطن.
وشدّد رئيس الجمهورية على أنّ ما تحققه الجزائر في هذا الميدان "يعدّ فخراً للجزائر وللجيش الوطني الشعبي"، مضيفاً: "يا ريت الشهداء الذين فجّروا الثورة ببنادق الصيد يرون سليل جيش التحرير أين وصل... الحمد لله".
وحثّ رئيس الجمهورية، مؤسسة إنتاج أنظمة المراقبة بواسطة الفيديو "ERSV" التابعة لوزارة الدفاع الوطني، على أهمية قيامها بإشراك الشركات الوطنية على غرار المؤسسة الوطنية للصناعات الالكترونية "ENIE" ونظيراتها الخاصة ولا سيما المؤسسات الناشئة في تطوير وتصنيع أنظمة المراقبة محلياً.
وتسعى المؤسسة لإنجاز مصنع جديد لإنتاج تجهيزات وأنظمة المراقبة بواسطة الفيديو محلياً "في القريب العاجل" مع نسبة ادماج وطنية عالية.
وأثنى رئيس الجمهورية على تمكّن مؤسسة البناءات الميكانيكية بخنشلة، مؤخراً من تصنيع "أول رشاش جزائري 100 بالمائة وهو رشاش من عيار 12.7 دوتشكا المحمول على العربات"، وتعمل المؤسسة ذاتها، علاوة على انتاج عدّة أنواع من الأسلحة بمختلف العيارات والأنماط، وتجسيد مشاريع لإنتاج العربات.
رابـح هوادف – ملتيميديا الإذاعة الجزائرية