أكد الدكتور محمد عباس، مدير وحدة تطوير الطاقات المتجددة ببوسماعيل، هذا الأحد، أنّ برنامج الجزائر الطموح سيقفز بها إلى الريادة دولياً في مجال الطاقات المتجددة.
لدى استضافته ضمن برنامج "ضيف الصباح" للقناة الأولى للإذاعة الجزائرية، أوضح عباس: "الجزائر أعلنت سنة 2024 بأنها ستشرع في إنجاز 3 آلاف ميغاواط من الطاقات المتجددة، وهو برنامج طموح سيجعل بلادنا تقفز إلى مراتب متقدمة في مصف الدول الرائدة في هذا المجال، خاصة إذا تمّت عملية الإنجاز في الآجال المحددة ودون تأخير، مثلما كان عليه الحال بالنسبة للبرامج التي تمّ تسجيلها في العقد الأخير."
وأبرز: "نعتبر هذا المشروع رائداً وله بعد استراتيجي، خاصةً وأنّ ما تمّ انجازه منذ الاستقلال لحد الآن لا يتجاوز حدود الخمسمائة ميغاواط من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وهذا يتماشى مع التوصيات الأخيرة لقمة المناخ التي أقرت ضرورة مضاعفة الاعتماد على الطاقات المتجددة ثلاثة أضعاف عما يتم إنتاجه حالياً، وذلك في غضون سنة 2050."
واستطرد الدكتور عباس قائلاً: "الجزائر تنتج اليوم حوالي 22 ألف ميغاواط من الطاقات الأحفورية المخصّصة لإنتاج الطاقة الكهربائية ومصدرها الأساسي الغاز الطبيعي، فيما لا يتجاوز حجم الاستهلاك المتوسط 14 ألف ميغاواط، بينما لا يتجاوز معدل الإنتاج من الطاقات المتجددة الخمسة آلاف ميغاواط، أي ربع طاقة الإنتاج وهو ما يتناسب مع المعدلات المعمول بها دولياً."
وأشار ضيف الأولى إلى أنّ "النموذج الجزائري يعتمد اليوم على نسبة 98 بالمائة من الغاز الطبيعي في مجال إنتاج الكهرباء، والجزائر تسعى لزيادة الإعتماد على الطاقات المتجددة في عملية الإنتاج، لكن بصفة تدريجية وعلى مراحل من خلال البرامج المُسطّرة في هذا المجال والهادفة إلى إرساء نموذج جديد لاستهلاك الطاقة يقوم على ضمان التحول والتنويع والمزج أكثر في مرحلة قادمة بين الطاقات الأحفورية والمتجددة، القائمة على طاقة الرياح والطاقة الشمسية."
إلى ذلك، أكّد عباس أنّ "إعلان الجزائر" المنبثق عن قمة الغاز الأخيرة يعتبر خارطة الطريق المعتمدة من قبل الجزائر لضمان الانتقال الطاقوي بطريقة سلسة ومرحلية تراعي الخصوصيات الوطنية وقدراتها في إنتاج واستهلاك الطاقة.
وقال عباس إنّ الجزائر تعتمد مقاربة براغماتية تُعرف بـ "المزيج الطاقوي" من خلال الجمع في آن واحد بين الطاقات الأحفورية والمتجددة، على اعتبار أنّ الغاز الطبيعي يعد صديقاً للبيئة، ومن شأنه أن يكون رابطاً مُهماً بين الطاقات المتجددة والأحفورية، كونه يلبي الاحتياجات الأساسية للبلاد في مجال الطاقة الكهربائية ويساهم في التنمية المستدامة، كما يقلّل من انبعاث الغازات الدافئة.
وأردف: "الجزائر مجبرة على التكيف مع التحولات التي يشهدها العالم في مجال استخدام الطاقة قصد التخفيف من انبعاثات الغازات الدافئة عبر استخدام التكنولوجيات الحديثة القادرة على احتجاز مادة الكربون وإعادة تدوير هذه المادة المضرّة بالبيئة، والناجمة عن الصناعات البترولية خاصةً وأنّ عديد الشركات البترولية العملاقة بدأت تعتمد عليها."
ضمن هذا السياق، سجّل مدير وحدة تطوير الطاقات المتجددة في بوسماعيل، بارتياح نمو الوعي بأهمية الاعتماد على الطاقات المتجددة من قبل الجماعات المحلية والإدارات العمومية والمؤسسات التربوية والتعليمية والدينية في ترشيد استهلاك الطاقة الأحفورية بالاعتماد أكثر على الطاقات المتجددة من أجل التزوّد بالكهرباء، وخاصةً في مجال الإنارة العمومية بمناطق الظل وعموم البلديات والدوائر المعزولة.