مقاومة الزعاطشة: شاهدة على إبادة جماعية سنة 1849

مقاومة الزعاطشة: شاهدة على إبادة جماعية سنة 1849

مقاومة الزعاطشة
28/11/2025 - 16:32

تبقى مقاومة الزعاطشة 1849 ببلدية ليشانة (ولاية بسكرة)، شاهدة على إبادة جماعية ارتكبها الاحتلال الفرنسي سنة 1849.

واقترنت مقاومة الزعاطشة بجريمة بشعة في حق سكان الواحة الذين كان يقدر عددهم آنذاك بأقل من الألف نسمة.

ووفقا لإفادات الباحث في تاريخ المنطقة وعضو جمعية الزعاطشة، محمد عبد الباقي سماتي، بدأت مقاومة الزعاطشة في السادس عشر جويلية 1849.

واستمرت تلك المقاومة نحو أربعة أشهر، وشهدت حصاراً تواصل 52 يوماً، وانتهت في السادس والعشرين نوفمبر من السنة ذاتها (1849).

وفرض جيش الاحتلال الفرنسي حصاراً مضاعفاً في السابع أكتوبر 1849، تزامن مع قصف بالمدفعية.

ولم يتورّع المحتلون عن قتل ثمانمئة مقاوم وأعداد ضخمة من السكان.

وبحسب الباحث سماتي، حشد جيش الاحتلال الفرنسي ستة آلاف جندي بقيادة السفاح هيربيون.

ونكّل الجلاّدون بالسكان الذين استماتوا في الدفاع عن واحتهم بعد رفضهم الاستسلام.

ونكّلوا أيضاً بالنساء والأطفال انتقاما من المقاومين وترهيباً لسكان المناطق المجاورة.

وأضاف سماتي: "القرية التي تحصّن بها المقاومون تتوسط واحة من النخيل، أبيدت عن آخرها".

وذكر أنّ تلك الواحة لا يزال يرقد بداخلها إلى اليوم، مئات الشهداء نتيجة القصف.

وأورد أنّ المحتلين أحرقوا مئات أشجار النخيل ونهبوا الممتلكات.

وشهدت أرض المعركة اختلاط دماء قبائل وعشائر بعدما اختاروا الوقوف إلى جانب الشيخ بوزيان في رفض التوسع الاستعماري الفرنسي.

وأفاد سماتي أنّ القوات الفرنسية غادرت واحة الزعاطشة تركت وراءها مشهداً مروّعاً من الدمار والتخريب وجثثاً تحت الردوم وأخرى متناثرة.

وكشف عن بشاعات وسط حطام المباني والتهام النيران نخيل الواحة وأخذ رؤوس قادة المقاومة الشيخ بوزيان ونجله وسي موسى الدرقاوي.

وجرى الاستيلاء على تلك الرؤوس وتحويلها إلى مدينة بسكرة ثمّ إلى متحف الإنسان بباريس.

جرح لا يندمل

لا تزال نهاية إحدى أهمّ المقاومات الشعبية جرحاً لا يندمل في الذكرى الـ 176 للجريمة الفرنسية.

وكانت الجزائر قبل سنوات، استعادت جماجم عدداً من المقاومين، بينها جمجمة الشهيد البطل الشيخ بوزيان.

وثمّن محمد السعدي، حفيد قائد تلك المقاومة الشعبية (الشيخ بوزيان)، استرجاع الجماجم بفضل جهود الدولة الجزائرية عام 2020.

وقال إنّ الخطوة مثّلت عودة رمزية لزعماء المقاومة لتذكير المواطنين وأجيال الاستقلال بالمقاومات الشعبية التي اختتمت بالثورة النوفمبرية العارمة.

وذكر السعدي أنّ استرجاع جماجم الشهداء ذكّر بفظاعة الاحتلال الذي ترك جرحاً ينزف لدى أبناء وأحفاد هؤلاء الأبطال والشعب برمته.

وانتهى إلى أنّ مقاومة الزعاطشة كانت صفحة ناصعة في تاريخ الجزائر، ووصمة عار في جبين الاحتلال الفرنسي.

وهذا بالنظر الى الوحشية التي تعامل بها مع السكان لترويع المنطقة وتهجير قاطنيها، مخلّفة آثاراً جسيمة لا تزال إلى اليوم.

المصدر
ملتيميديا الإذاعة الجزائرية
وأج