طالبت جبهة البوليساريو, أمس السبت, الحكومة الاسبانية, "بتصحيح موقفها من الصحراء الغربية", وحثت البرلمانيين الإقليميين من جميع أنحاء إسبانيا, على إعلان مشترك لصالح تقرير المصير للصحراء الغربية.
وأكدت الجبهة على لسان ممثلها في إسبانيا,عبد الله العرابي, خلال المؤتمر السادس والعشرين لـ"السلام والحرية للشعب الصحراوي",الذي عقد أمس السبت, في برلمان "لاريوخا", أن "الحكومة الإسبانية تقف إلى جانب قوة احتلال, وهي المغرب وتنأى بنفسها عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير, وتستبعد نفسها عن مساعدة الأمم المتحدة على السعي إلى عملية سياسية تفضي إلى حل على أساس القانون الدولي".
ونقلت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية عن الديبلوماسي الصحراوي, أن "قرار حكومة إسبانيا لا يغير أي شيء من الوضع السياسي والقانوني لقضية الصحراء الغربية".
وفي هذا السياق, طلب عبد الله العرابي من البرلمانات الإقليمية إعادة تأكيد التزامها تجاه الشعب الصحراوي في ظل هذه الظروف الراهنة,التي "حدث فيها تحول جذري من جانب حكومة إسبانيا".
وطالب ممثل الجبهة في كلمته, رئيس الحكومة الإسبانية, بيدرو سانشيز, بتوضيح "مفاهيم" الرسالة التي بعث بها إلى ملك المغرب,محمد السادس, وتضمنت تغييرا لموقف بلاده من النزاع في الصحراء الغربية بتعبيره عن دعمه لخطة "الحكم الذاتي" المغربية المزعومة.
للتذكير فقد صوت البرلمان الاسباني -عقب هذا التغيير المفاجئ في موقف الحكومة الاسبانية من قضية الصحراء الغربية- على لائحة تدعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره و تندد بموقف رئيس الوزراء بيدرو سانشيز بخصوص الصحراء الغربية, وهو ما اعتبر "انتصارا للشرعية الدولية وهزيمة للأنظمة الاستعمارية ". كما وصف بأنه, انتصار تاريخي للشعب الصحراوي ولحقوقه غير القابلة للتصرف في تقرير المصير, وانتصار لقوة المجتمع المدني الاسباني والأوروبي وتضامنه وضغطه في الشوارع الاسبانية.
ومنذ إقدام رئيس الحكومة الإسبانية على تغيير موقف بلاده من النزاع في الصحراء الغربية بتعبيره عن دعمه لخطة "الحكم الذاتي" المغربية المزعومة, شهدت المدن والمقاطعات الباسكية تنظيم العديد من الوقفات, و إصدار توصيات وبيانات عن جل الأحزاب السياسية, حركات المجتمع المدني وأعضاء البرلمان الإقليمي للتنديد بالموقف المخزي لبيدرو سانشيز, وللتضامن مع الشعب الصحراوي في نضاله المشروع لنيل حقوقه السياسية و اسماها الحق غير القابل للتصرف في تقرير المصير و الاستقلال, وفقا لذات المصدر.
وفي هذا الإطار طالبت الأحزاب السياسية الممثلة للأغلبية البرلمانية ببلاد الباسك, حكومة بلادها بضرورة إعلان اعترافها "الفوري رسميا" بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية, منددة ب"الإنحراف الخاطئ و الخطير" لموقف رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز بخصوص الصحراء الغربية.
من جهته, أكد زعيم الحزب القومي الباسكي, أندوني أرثوتار, ان الموقف الأخير لرئيس الحكومة الإسبانية من النزاع في الصحراء الغربية يشكل "انحرافا مبهما, كما يعكس مستوى الانحدار الذي وصلت إليه أساليب الممارسة السياسية بإسبانيا, و انحصار دور المؤسسات, ناهيك عن غياب الحد الأدنى من مستوى الشفافية التي يتطلبها العمل الديمقراطي".