عطاف: "الجزائر ساهمت في دفع مجلس الأمن إلى تحمّل مسؤولياته"

عطاف: "الجزائر ساهمت في دفع مجلس الأمن إلى تحمّل مسؤولياته"

أحمد عطاف
08/10/2025 - 22:47

أبرز وزير الدولة، وزير الخارجية والجالية والشؤون الإفريقية، أحمد عطاف، اسهام الجزائر في دفع مجلس الأمن إلى تحمّل مسؤولياته كاملة.

جاء ذلك في كلمة عطاف لدى إشرافه، الأربعاء، على مراسم احتفالية يوم الدبلوماسية الجزائرية والذكرى الثمانين لتأسيس منظمة الأمم المتحدة.

وحرص عطاف على نقل تهاني وتبريكات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بهذه المناسبة.

وأشاد عطاف بأداء الدبلوماسية الجزائرية على المستويين القاري والدولي نصرة للقضايا العادلة.

ولاحظ أنّ اسهام الجزائر الصادق في مجلس الأمن، أتى في ظلّ معاناة الأخير من التجاوزات والاستقطابات والانتكاسات المنتجة للشلل.

واستعرض عطاف "العلاقات المتجذرة والمتميزة والخاصة بين الجزائر والأمم المتحدة.

وأشار إلى ربط الاحتفاليتين، إحداهما وطنية تحمل فخر الجزائر بدبلوماسيتها،  والأخرى دولية، تجسّد فخر الإنسانية بمنظمتها الأممية".  

وقال إنّها تستمد جذورها من احتضان المنظمة للقضية التحررية الجزائرية وتسجيلها كأول قضية لتصفية الاستعمار في الثلاثين سبتمبر 1955.

وأضاف أنّ ادراج القضية التحررية الجزائرية بصفة مباشرة على جدول أعمال الجمعية العامة الأممية، مثّل حينذاك سابقة إجرائية وقانونية.

صقل وترسيخ مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها

أحال الوزير على اسهام القضية التحررية الجزائرية في صقل وترسيخ مبدأ حق الشعوب في تقرير مصيرها على المستوى الأممي.

وتجلى ذلك في اللائحة التاريخية رقم 1514 للجمعية العامة والمتضمنة إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة.

وهي اللائحة التي تم اعتمادها يوم الرابع عشر ديسمبر 1960، أي ثلاثة أيام فقط بعد مظاهرات الحادي عشر ديسمبر بالجزائر.

وكانت تلك المظاهرات بمثابة بداية النهاية لاستعمار قلّ نظيره في العالم، شكلاً وممارسةً، عدواناً واضطهاداً، ظلماً وتجبّراً.

وأكد وزير الدولة أنّ هذه العلاقة صقلت هوية السياسة الخارجية للجزائر التي تقوم على التزام راسخ بجميع المبادئ والقيم والمثل.

وتابع عطاف: "إنّ حالة التيه والتيهان التي يعيشها عالمنا اليوم، لا مخرج منها إلاّ عبر إعادة الاعتبار لهذه المنارة الأممية".

وأضاف: "منظمة الأمم المتحدة تظل من الجوانب السياسية والقانونية والأخلاقية، رهاناً على الأفضل وعلى السيادة المتساوية للدول".

وطرح أيضاً أهمية "نبذ العدوان على الغير، وتحريم الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة، وعلى إعلاء حق الشعوب في تقرير مصيرها".

وأدرج عطاف كذلك حلّ الخلافات بالطرق السلمية، وبناء نظام دولي قوامه التعاون والتضامن في مواجهة المحن المشتركة.

وأوضح عطاف أنّ "هذه هي القناعة التي تشبع بها وارتكز عليها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون".

ونوّه وزير الدولة إلى تحديد الرئيس تبون التوجهات الكبرى للسياسة الخارجية لبلادنا.

وأورد عطاف أنّ "هذه التوجهات هي معالم ومراجع ودوافع بالنسبة للدبلوماسية الجزائرية التي تعمل على ترجمتها".

وهذا على مستوى جميع فضاءات انتماء بلادنا تحديداً، وعلى المستوى العالمي الشامل عموماً".

امتثال الجزائر الصادق لمبادئ ومقاصد الميثاق الأممي

قال عطاف إنّ التوجهات نفسها تتجلى اليوم في إطار العهدة التي تضطلع بها الجزائر داخل مجلس الأمن الأممي.

وسجّل وزير الدولة أنّ الجزائر كدولة منتخبة غير دائمة العضوية، وكدولة ملتزمة، أثبتت قولاً وفعلاً، صلابة مواقفها.

وركّز على أنّ مواقف الجزائر لا تمليها المصالح الضيقة أو الحسابات الآنية، أو الاعتبارات الظرفية.

وجدّد عطاف التأكيد أنّ مواقف الجزائر تمليها مبادئ الحق والقانون، الأصيلة والمتأصلة.

ومع اقتراب نهاية عهدتها بمجلس الأمن، أكد أنّ الجزائر لم تدخر جهداً في سبيل الوفاء بالأمانة.

وهي أمانة كُلّفت بها من لدن الدول الأعضاء في الجمعية العامة الأممية.

وشدّد: "مبعث فخرنا في ذلك اعتراف أغلبية الدول الشقيقة والصديقة والشريكة بأن الجزائر كانت، وبحق، نصيرة للحق في وجه إنكاره".

ونوّه إلى أنّ الجزائر نصيرة للحرية في وجه الاضطهاد، ونصيرة للعدل في وجه الظلم، وامتثلت بصدق لمبادئ ومقاصد الميثاق الأممي.

حتمية إنصاف الشعبين الفلسطيني والصحراوي

جدّد عطاف تأكيد قناعة الجزائر بحتمية إنصاف الشعبين المضطهدين في فلسطين والصحراء الغربية وتمكينهما من ممارسة حقوقها غير القابلة للتصرف.

وذكر وزير الدولة أنّ حقوق شعبي فلسطين والصحراء الغربية غير قابلة للتقادم، وغير قابلة للمساومة أو المقايضة.

وشدّد عطاف على "ضرورة انصاف الشعب الفلسطيني وتمكينه من حقوقه الشرعية والمشروعة.

واعتبر وزير الدولة "زخم الاعترافات الرسمية بالدولة الفلسطينية ما هو إلا إقرار دولي بأنّ قيام هذه الدولة لا غنى عنه".

ورأى ذلك أمراً أساسياً في سبيل إنهاء صراع الكيان مع دولة فلسطين واستعادة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأسرها.

وحول الصحراء الغربية، أكد عطاف مواصلة الجزائر دعمها كافة الجهود الأممية الهادفة لإيجاد حل سياسي عادل ودائم ونهائي للصراع المزمن.

وقفة ترحم على روح طالب الإبراهيمي

كانت لعطاف وقفة ترحم على روح الفقيد الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي،  وزير الخارجية الأسبق.

وقال: "ذاكرته ستبقى حية فينا ما حيينا، وسيبقى إرثه الحافل والنفيس نبراساً يهتدى به، ومصدر إلهام واقتداء لدى الأجيال المتلاحقة".

وشهدت الاحتفالية عرض شريط وثائقي حول الدبلوماسية الجزائرية، أبرز عمل الجزائر على تعزيز دورها الدبلوماسي الإيجابي والبنّاء على الساحة الدولية.

وتطرق الوثائقي إلى حضور الجزائر في مختلف فضاءات انتمائها العربية والإفريقية والمتوسطية وأدائها في عهدتها بمجلس الأمن.

وتمّ أيضاً تنظيم معرض تضمن أهم الوثائق والصور الفوتوغرافية الخاصة بأهم انجازات الدبلوماسية الجزائرية.

وأشرف عطاف على تسليم شهادات لسبعة متفوقين من الدفعة الـ 13 للموظفين الديبلوماسيين والقنصليين.

المصدر
ملتيميديا الإذاعة الجزائرية
وأج
تحميل تطبيق الاذاعة الجزائرية
ios