وُري الثرى جثمان شيخ زاوية علي بن عمر بطولقة (بسكرة) عبد القادر عثماني هذا الأربعاء بمقبرة الزاوية في أجواء جنائزية مهيبة.
وعرفت مراسم تشييع جثمان الشيخ الراحل الذي وافته المنية ظهر الثلاثاء بالمنزل العائلي إثر وعكة صحية، حضور عميد جامع الجزائر، محمد مأمون القاسمي، إلى جانب السلطات الولائية وعدد من ولاة الجمهورية (أولاد جلال وتوقرت وباتنة) وممثلي الزوايا إلى جانب جموع غفيرة من المواطنين من مختلف أرجاء الوطن.
وفي كلمة تأبينية، أكد الشيخ مأمون القاسمي الذي أشاد بخصال الفقيد، أنّ الراحل "تحلى بسمو أخلاقه وعلو شأنه وحب وطنه، كان ركناً في هذا الوطن لا يتردد في قول الحق وقد أدى رسالة العلم حيث بدأ حياته بتحصيل العلم وتقديمه وكان مجاهدا في كل محطات حياته بالكلمة والقلم ووهب ماله ووقته للعلم"، مشيرا إلى أن الزاوية التي كان يتولى مشيختها وكل زوايا الوطن كانت و لا تزال قلاعا عامرة بالقرآن.
وأبرز الشيخ مأمون القاسمي أنّ رسالة الشيخ ستظل متواصلة في وجود خلف من أبنائه وطلبة الزاوية يحملون المشعل حيث أعلن عن نجل الشيخ سعد عثماني خلفا للشيخ الراحل في توليه مشيخة الزاوية.
واضطلع الشيخ الراحل كعالم وباحث بمهام جليلة في إثراء الكتابة والتأليف بداية من مساهماته في تأليف الكتب المدرسية بالمعهد التربوي الوطني لتأليف الكتب المدرسية. كما أسس مكتبة قيمة بالزاوية تحتوي على أكثر من 1.500 مخطوط يعود تاريخ تدوين بعضها إلى أكثر من 11 قرناً، علاوة على نسخ من دراسات حديثة لباحثين في كل المجالات، وفقا لإمام مسجد "حدود" بطولقة، كمال حمير، الذي لازم الراحل في حياته.
وكان للشيخ فضل في تخطيط وإعادة بناء الزاوية التي تأسست في 1780 بعد فيضانات سنة 1969 لتستعيد دورها في نشر العلم والمعرفة حيث أصبحت منارة علمية تستقطب الطلبة من كل الأنحاء كما كان هذا العلامة مرجعا دينيا في الفتوى محليا ووطنيا وذلك بانتسابه للمجلس العلمي بولاية بسكرة وعضوا للمجلس الإسلامي الأعلى ومفسرا للقرآن الكريم على مدار سنوات، وفقا لذات المتحدث.
وكان رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بعث برسالة تعزية لعائلة الفقيد أكد فيها أن الشيخ يعد أحد كبار شيوخ زاوية طولقة العامرة التي ظلت محطة للزوار من رجال العلم والثقافة والبحث، معربا عن تأثره بفقدان صوفي رحماني حافظ لكتاب الله من عليه الله بسيرة العلماء ونهج الأتقياء متضرعا لله أن يبارك في ما أورث للخلف وأن يلهم أهله الصبر والرضا.