يواصل الكيان الصهيوني لليوم الـ25 على التوالي عدوانه على قطاع غزة، مكثفا الثلاثاء من غاراته العنيفة على منازل المدنيين والمستشفيات، مخلفا بهذا سقوط عشرات الشهداء والجرحى، آخرهم في مخيم جباليا، شمال القطاع، الذي سجل مجزرة جديدة قد تكون حصيلتها ثقيلة جدا.
وحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، فإن الاحتلال قصف بالطيران الحربي عمارة سكنية مأهولة بالمواطنين، ما أدى إلى تدميرها وتمدير المنازل المحيطة بها وسط مخيم جباليا.
وقالت إن القصف أدى إلى استشهاد وجرح عشرات المواطنين، نقل عدد منهم إلى المستشفى "الإندونيسي" وجرى تحويل آخرين إلى "مستشفى الشفاء"، وما زالت أعداد كبيرة منهم تحت الركام، مضيفة أن الاحتلال لم ينذر أصحاب المنازل بإخلائها، علما أن البنايات مكتظة بالمواطنين، خاصة الأطفال والنساء.
ونقلت "وفا" عن مصادر طبية في المستشفى "الاندونيسي" بغزة، أن الأطباء لم يتمكنوا من إحصاء عدد الشهداء والجرحى لغاية الآن، مضيفة أنه تمت معاينة إصابات بحروق وتشوهات كبيرة ومروعة ووصلت العديد من الجثامين أشلاء ومقطعة.
وشهد قطاع غزة الثلاثاء قصفا صهيونيا كثيفا باستخدام أخطر أنواع القنابل وأشدها فتكا، حيث تم استهداف كل مكان يلتجئ إليه الفلسطينيون دون استثناء، سواء المدارس أو المستشفيات وحتى المساجد والكنائس، ما خلف سقوط شهداء جدد أغلبهم من الاطفال والنساء باعتبارها الفئة الاكثر استهدافا من قبل جيش الاحتلال.
وفي السياق، أعلن مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، عن استشهاد عشرات الفلسطينيين وإصابة آخرين، اليوم الثلاثاء في قصف صهيوني مكثف على مخيم "الشاطئ"، غرب قطاع غزة.
كما دارت معارك عنيفة على الأرض بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الذي يحاول التوغل في المناطق الشمالية من قطاع غزة.
ونتيجة هذا العدوان المتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية، ارتفعت اليوم الثلاثاء حصيلة الشهداء والجرحى من أبناء الشعب إلى 8610 شهداء و أكثر من 23 ألف جريح، حسب وزارة الصحة الفلسطينية، مشيرة إلى أن 73 بالمائة من الشهداء في قطاع غزة هم من الأطفال والسيدات والمسنين.
وفي هذا السياق، أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، أن قتل آلاف الأطفال في غزة لا يمكن أن يكون "أضرارا جانبية"، مشيرا الى أن ما يقرب من 70 بالمائة من الذين قتلوا في غزة هم من الأطفال والنساء.
المطالب الدولية تتوالى لوقف إطلاق النار
ومن جانبها، اعتبرت الخارجية الفلسطينية أن عملية استهداف ما تبقى من المستشفيات في قطاع غزة، هو تعميق للإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال وحرمان للمواطنين الفلسطينيين والمرضى من حقهم في أبسط أشكال العلاج الصحي، وكذلك توسيع لعمليات النزوح القسري للمواطنين خاصة و أن الآلاف منهم لجؤوا إليها هربا من القصف.
كما دعت الوزارة، الجهات الدولية والأممية كافة بسرعة التدخل لوقف جرائم الإبادة الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين.
وحذر مدير إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني، أحمد جبريل، في السياق من عواقب وخيمة حال تنفيذ الكيان الصهيوني تهديداته بقصف مستشفى "القدس" بغزة الذي يأوي حوالي 450 مصاب و أكثر من 14500 من المواطنين النازحين.
وأكد جبريل ـ في تصريح صحفي - صعوبة إخلاء و إخراج المصابين من مستشفى "القدس" عقب قصف محيطه أمس الإثنين من قبل قوات الاحتلال الصهيوني على مسافة 20 مترا.
و استنكر خرق قوات الاحتلال كافة الحصانات المفروضة على المستشفيات بصفة عامة التي بصددها تمنع التعدي عليها وقصفها في أي حال من الأحوال، منتقدا الممارسات التي يقوم بها الكيان الصهيوني لإرهاب المواطنين النازحين داخل مستشفيات غزة.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت أول أمس الأحد تحطيم مستشفى "الصداقة" التركي الوحيد لمرضى السرطان في القطاع، إثر استهدافه من قبل جيش الاحتلال الصهيوني.
وفي ظل تواصل جرائم وعدوان الكيان الصهيوني بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، تتوالى المطالب الدولية بضرورة وقف إطلاق النار.
ففي هذا الاطار، شدد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، في كلمة له أمس الاثنين خلال اجتماع مجلس الأمن حول الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، على أنه من المستحيل تقديم المساعدات الإنسانية في ظل ما يجري من عدوان صهيوني متواصل على قطاع غزة، مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك لوقف إراقة الدماء وتحويل الوضع في فلسطين نحو المسار السياسي والدبلوماسي.
وانتقد الدبلوماسي، موقف الولايات المتحدة الأمريكية قائلا إنها "تفكر فقط في القاطنين في القارة الأوروبية، فيما أن أرواح الفلسطينيين لا تهم أحدا في واشنطن".
ودعت اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، المجتمع الدولي إلى العمل "بلا هوادة" على الوقف الفوري للاعتداء الصهيوني على غزة و الضفة الغربية المحتلة و فتح ممرات إنسانية لتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني.
وطالبت جنوب إفريقيا، بدورها، الأمم المتحدة بنشر قوة دولية لحماية المدنيين في قطاع غزة من العدوان الصهيوني، مشددة على أن ارتفاع عدد ضحايا القصف الصهيوني على القطاع يتطلب من العالم أن يظهر جدية بخصوص المساءلة.